... الكمال صفة تفردت بها الذات المقدسة أما ما دونها فلا ريب أنها ناقصة , وأن العصمة من البشر حكرا على من أختارهم الرحمن من أعلى سمائه..أنبياء ورسلا
وإن سمحت سيدتي أذكرك بقول لسيدنا عمر الفاروق بن الخطاب في حجة الوداع , فلما فرغ عليه الصلاة والسلام من خطبته المشهورة يومها وهي آخر خطبة في أول وآخر حجة له عليه صلاة ربي وسلامه عليه- ما ذا قال حينها عمر رضي الله عنه للذي بجانبه وما احسبه إلا أبا بكر الصديق رضي الله عنه وعن ساداتنا أصحاب رسول الله قال[ والله ليس بعد الكمال إلا النقصان] وكان هنا يعني أنه رضي الله عنه أن أجل محمد عليه الصلاة والسلام قد دنا .
نعود لمربط الفرس من الموضوع فأقول : [ وقد قلت مرارا تصريحا وتلميحا] لا علينا العيوب بين وفي اوساط ومعامالات البشر من الأشياء التي تعتبر بمثابة الهواء للمخلوق المتحرك والنابت سواء بشرا حيوانا نباتا
لحد هذا أظن أننا متفقون , إلا أن الشيئ الذي يمكن أن نختلف فيه هو طبيعة هذا الشيئ ودرجة تفاعله
وأسبابه . ودوافعه واهدافه ..أما من حيث الطبيعة أعني هل هذا وراثي أو من الفطرة أو أنه مكتسب وإذا كان مكتسبا فمن أي الجهات كان الطرف المسؤول عن ذلك [ أترك هذا كسؤال لمن شاء أن يزيدنا تنويرا]
أما من حيث التفاعل فالتركيبة الفيزيولوجية للبشر واختلافها في بعض السلوكيات ما أراها إلا لها موضع أصبع كما يقال
هذا وأن الأسباب ليست بالضرورة أن تكون هي نفسها التي عندي تكون عندك أو عنده او عندها
أما الدوافع فالحديث لا تكفيه مجلدات ولا أقلام الأشجار ومداده ينفد ولو مدته محيطات ... سيما عندما تتبرأ منا الشعلة الإسلامية ...
أالأهداف هي الأخرى متلونة تلون قوس قزح بل قولي أشد
نأتي لختام الحديث - والحقيقة كم هو شيق لو كانت لنا فرص وقاعات ثقافية وعلمية كما هو الشأن في امهات المدن - لأستزدنا علما وفهما وفقها
شكرا واصل سيدتي