لو قيل هذا القول من قبل بشر ولو كان نبيا لخامرني ريب ... لكنه قول رب العالمين .
نعم صبر ايوب .. صبر نبي مبتلى والأنبيا مبتلون ... وأي نوع من الأبتلاء ؟.. في الولد والمال والأهل والصحة ولمدة في حساب زمننا هذا لأحدى الكبر ......
إنها فعلا قصة معبرة ومؤثرة لمن لهم بصيرة وبصر , وما ذاك عنهم ببعيد.....
أيوب يا سيدي يا نبي الله يا سيد الصبر والنظر , أوجاع أحدنا هذا في عصرنا هذا ..إيمان أحدنا اليوم لأضعف أضعف من خيط عهن , ساد واستبد كل منكر خلقي , ولم يبق منا إلا الاسم - إلا من رحم ربي- نقرأ كلام الله ولا نعمل به, ندعي انتهاج سنة رسوله محمد - عليه الصلاة والسلام - ولا نستن بها, الجور والظلم بات مجسدا يأمر ويتحكم . سيدت الرذيلة ودفنت الفضيلة
الأمة ولدت ربتها, الحفاة العراة الرعاة يتطاولون في البنيان .. المساجد مكتظة بالأجساد لكنها خاوية الفؤاد .. الحياء قد بيع منذ أحقاب إلا عند القليل القليل من عباد الرحمن من تمسك به , وأمسى يشار إليه بالأصبع .., الجار لا يأمن جاره, الأخ يقاتل ويقتل أخاه . الوالد ضحية
لإبنه أو زجته , وكذلك الزوجة ضحية لذلك , بغاث الطيور استنسرت بأرضنا , ورقصت القردة فوق الهمم . ديس على الضمير وتارة بيع بأبخص الأثمان .. المسترجلات من الكاسيات العاريا ت وكذا أشباه الرجال هم وهن من تقلدوا زمام صيرورة السوق .. وراح الكثير في حجب عن تلبية نداء الله .. ضيعت الأمانة . نافق السان. كذب الوجدان. ذاب النصح وذبحت النصيحة
التخمة بلغت أوجها لدى البعض كما بلغ الجوع مداه لدى الكثيرين .. و....و....و..
فمن لنا بعدك يا حي يا قيوم بمنقذ؟ وهل نحن نستحق ذلك ؟ ما أعتقد ما دمنا لم نغير من قريب أو من بعيد هذا المنكر ونحارب هذا التحلل والتفسخ والإنحلال .. لا وربك ما أنا بمؤمن لهذا أبدا
إذن أنى لنا أن يستجاب منا الدعاء ونحن في وكر الخبائث ..ونحن في مستنقعات الرياء والمراءات
ونحن نلهث وراء بريق وحطام الدنيا ولا نعبأ بعقيدة , ولا نهاب من قانون .. أنى لنا أن نتوب.. أن نرتدع. أن نقول للظالم أنت ظالم وللمظلوم أنت مظلوم ....
حسبنا الله ونعم الوكيل.