حمام الكنج
تم إنتاج هذا النوع من الحمام بين عامي1890-1892م، أنتج هذه السلالة مربي اسمه هاري بيكر من الولايات المتحدة الأمريكية الذي قام بعدة محاولات وخطط علمية وراثية للحصول على ما يريده من هذه النوعية لإنتاج الحمام المخصص لإنتاج اللحم على غرار الدجاج.
اختار بيكر عدة أنسال من الحمام الأوربي لإنتاج هذه السلالة فقد اختار الحمام المالطي للخصوية، والحمام الرنت أو الروماني وقد اختار بيكر اللون الأبيض في هذه الأنواع .. حيث كان هدفه إنتاج حمام لإنتاج اللحم شبيه بالدجاج الأبيض حيث كان السوق فقط يركز على اللحم ذات اللون الأبيض وخاصة ان الحمام الملون يختلف لون جدله عن اللون الأبيض .. وفي نفس الوقت ركز على أن يكون جميل للعرض.
بعد سنتين من محاولاته وتجاربه ظهر إنتاجه كما هو معروف الآن .. وفي عام 1895م قام بيكر بتوزيع إنتاجه من هذا الحمام على المربين المحليين الذي أصبحوا ينتجون الآلاف من الحمام في السنة.. وانتشر هذا الكنج الأبيض على مستوى العالم خلال 100 سنة من إنتاجه ..
وقد اعتبر حمام نادر وبهذا لقب الملك الأبيض.. وقد قام بعض المربين بإنتاج سلالات أخرى مشابه لهذه النوعية في ذلك القرن ولكنها لم تستمر طويلا بعكس الكنج الأبيض .
لم يستطع بيكر بعدها ان يستمر في مسيرته لإنتاج حمام آخر جيد فبعد سنوات قليلة توفى بحادث سير قطار، وقد خلف بيكر هذه الحمامة التي اعتبرت الآن رمز وطني لأمريكا ..
ولكن اهتمام المربين في أمريكا ليس له حدود، حيث قام بعض المهتمين بالحمام بإنتاج سلالات وألوان مختلفة من الكنج ، حيث بدأت المشاريع والتطوير لخلق الكنج الفضي والأحمر والأصفر والأزرق .. رغم ان التركيز في البداية كان على اللون الفضي الجميل ..مع ملاحظة ان الكنج الأمريكي ذات اللون الواحد يعتبر هو الأصيل والأفضل.
وقد اعتمد الباحثين على نفس أساليب بيكر في الوراثة لإنتاج هذه الألوان .. وبهذا ظهر الكنج الفضي تقريبا في عام 1921م على الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية وبالخصوص كاليفورنيا ، وقد عرض في المعرض الخامس للحمام في اوكلند في نفس الولاية .. ولقبت هذه النوعية والسلالة بالملك الأمريكي.
أصبح الآن الكنج أو الملك الأمريكي الأكثر شعبية في أمريكا وفي دول العالم الراغبين في نوعية متميزة من الحمام المنتج للحم، كما صنف في الجمعية الوطنية للحمام في أمريكا بأنه من احد أجمل أنواع الحمام المخصصة للعرض .. وهذا أيضا من النقاط التي ركز عليها بيكر سابقا إنتاج اللحم وفي نفس الوقت صالح للعرض ويتخذ شكلا جميلا
الخوف الوحيد الذي يهدد هذه السلالة ظهور بعض الطفرات في الألوان النقية. بشكل عام يمكن أيضا أن يعتبر الحمام الكنج حمام زينة حيث يرغب به بعض المربين المهتمين للعرض والزينة.
الحمام الكنج كبير الحجم شبيه بالدجاج نوعا ما رأسه قصير، صدره واسع مرتفع للأعلى ، شكله كروي ، مشهور بالإنتاج الجيد للحمام اللاحم ، فهو بطيء الحركة قليل الطيران، وهذا سبب رئيسي في جودة لحمه ، تشبه مشيته مشية البطة نوعا ما فهو يتمايل يمينا ويساراً أثناء المشي.
يعطي الحمام الكنج إنتاج من الصغار ممتازة من ناحية العدد تصل إلى 8 أزواج سنويا ، الحمام الكبير منه يصل أحيانا وزنه تقريبا كيلو واحد أما الحمام الصغير نصف كيلو تقريبا.
رغم إننا في بيت الحمام لم نجرب هذه النوعية من الحمام وحسب إحصائيات السوق تعتبر هذه النوعية من الحمام مرتفعة السعر في الأسواق بشكل عام تصل إلى المئات،وذلك نظرا لقلة المهتمين بهذه النوعية في الإنتاج والتكاثر ولغياب المزارع المتخصصة بإنتاج الحمام اللاحم بمثل هذه النوعية من الحمام، أما لصعوبة تربيته وإنتاجه حيث يحتاج إلى أماكن واسعة نظرا لقلة طيرانه .. فينتج صغاره في أسفل المسكن كما يفعل الدجاج، وأما نظرا لتكلفة تغذيته والتي بلا شك هي أعلى من بقية أنواع الحمام.
أترككم مع بعض الصور