مدلسي بين شلاكة تونس وعتروس قطر؟!
نقل عن جريدة الخبر
قال وزير خارجية الجزائر في اجتماع الجامعة العربية في القاهرة حول العدوان الصهيوني على غزة.. قال مدلسي: ''لابد من اتخاذ قرارات عملية وحاسمة وليس الإكتفاء بإصدار بيانات التنديد والمساندة؟!'' ولم يعجب هذا الكلام الجزائري ''عتروس'' الجامعة العربية حمد بن خليفة، فأوعز إلى بوشلاكة عبد السلام رفيق وزير خارجية الغنوشي وليس وزير خارجية تونس، ليرد على مدلسي بالوكالة عن ممثل موزة.. فنزع بوشلاكة ألفاظه من على فمه وقال لمدلسي: ''متى كانت الجزائر تدعو إلى اتخاذ القرارات الحاسمة في موضوع فلسطين...''؟! وأخذ وزير خارجية الجزائر الكلمة وقال للشلاكة والعتروس القطري كلاما أحسست لأول مرة بأنه يصدر بالفعل عن وزير خارجية الجزائر؟! قال مدلسي: ''نطرد سفير الصهاينة من الجزائر التي لا يحلم حتى بوضع أقدامه على أرضنا الطاهرة؟! نوقف تصدير الغاز الجزائري للصهاينة؟! نطرد قواعد أمريكا والناتو وإسرائيل من أرض الجزائر والتي أقسمنا بأغلظ الأيمان أن لا تطأها أقدامهم؟! سنفعل هذا ونعلن الجهاد ونحارب إسرائيل لأنه ليس أسهل على الجزائري الحر من أن يفعل ذلك، لأننا في الجزائر تربينا على كره الصهاينة وتربّيتم أنتم على الخيانة والغدر والطعن في الظهر.. اضمنوا لنا عدم خيانتكم لنا وافتحوا الحدود للجهاد.. وأقسم بالله أننا سنسلخ الصهاينة أحياء ونعلّق جلودهم على أسوار القدس.! ويبدو أنه أحسن قرار تتخذه الجزائر لنصرة فلسطين ضد إسرائيل هو طرد سفرائكم من الجزائر.. ما دامت الجزائر ليس لها سفير إسرائيلي تطرده؟!''.
عندما سمعت هذا الكلام الذي نسبته مترجمة الإجتماع إلى مدلسي، لم أصدق أن يصدر مثل هذا الكلام عن وزير خارجية الجزائر. وتمنيت أن يكون هذا حدث بالفعل وأن الجزائر أصبحت هي الجزائر التي نصرتها في الستينات والسبعينات؟!
نعم الجزائر هي البلد العربي الوحيد الذي لم تحلّق فوق أرضه الطاهرة أية طائرة إسرائيلية عسكرية أو مدنية طوال 60 سنة من وجود إسرائيل.. ولا توجد عاصمة عربية واحدة لم تقصفها إسرائيل أو تنزل فيها طائرات ''العال'' معززة مكرمة؟!
إسرائيل قتلت الفلسطينيين في قلب تونس وفي قلب عمان وبيروت وحلّقت في أجواء سوريا ومصر..ولطّخت بأقدامها أرض مبعث الرسول (ص) ومرّت لضرب مفاعل العراق النووي.. ضربت الخرطوم وعربدت في عدن.. ولكنها لم تدن من الجزائر.. لأنها تعرف أنه لو تفعل ذلك سيكون الرد الجزائري قاسيا عليها.. سيقوم الشعب الجزائري بشنق حكامه في ساحة الشهداء؟! المؤسف حقا ليس ما قاله بوشلاكة تونس باسم خارجية تونس، لأن عتروس قطر دفع له ثمن ما قاله ضد الجزائر باسم قطر وعلى لسان تونس.. بل المؤسف هو طلب الجامعة العربية عبر مصر من إسرائيل بأن توقف غاراتها ضد غزة بمناسبة زيارة شلاكة تونس إلى غزة والتصور مع الخراب.! وهذا حفاظا على سلامته، كما فعلت مع زيارة أمير قطر من قبل ومع رئيس حكومة مصر.. والمحزن أكثـر أن مسؤولا عسكريا حضر إلى القاهرة والقصف قائم واجتمع بالمسؤولين العرب، كما يجتمع الأمير العربي بمومسات ''بفال''؟! هل مات البوعزيزي في تونس من أجل أن تنتقل الرداءة الدبلوماسية التونسية من عائلة الطرابلسي إلى عائلة الغنوشي؟! الله يكون في عونكم يا أبناء الخضراء الأحرار؟!
بقـي أن أقـول للمناضل الشرس علي بلحاج هؤلاء هم العرب الذين تعيب على مدلسي عدم حضور اجتماعات جامعتهم لنصرة فلسطين في هذه المحنة الجديدة.