تسع أفكار تجعـل سعادتك دائمـة بإذن الله
كل منا يتمني أن يعيش في سعادةٍ دائمة.. ولكن هل يمكننا تحقيق ذلك؟ وهل من طريقة نتعلمها فنسعد في كل لحظة من حياتنا؟ كنت أفكّر بهذه الأسئلة عندما رأيت سعادة الناس فيما مضى من العيد وهم يتبادلون التهاني والتبريكات فرحين مسرورين، فالكل سعيد بلبس الجديد والكل سعيد بفرحة العيد والكل يتمنى أن تستمر هذه السعادة وتكون دائمة على الرغم من منغصات الحياة ومرارتها وتقلبها إلا أننا نستطيع أن نجعل السعادة دائمة من خلال تسع أفكار عملية وهي علي النحو التالي:
أولًا: أن نبدأ يومنا بعمل (تحبه نفوسنا ويرضي الله تعالى) فإن ذلك يشعرنا بالأمن والراحة والسعادة وعدم الشعور بالروتين والملل ومن يتذكّر هذه المعاني كل صباح يزدد حماسًا ونشاطًا في العمل والانطلاقة.
ثانيًا: أن نبادل الآخرين المشاعر الإيجابية ونكون متفائلين بحديثنا فإن ذلك يعطينا طاقة إيجابية جميلة فنرى الوجود جميلًا ونركّز على إيجابيات الناس لا سلبياتهم وإذا نزلت علينا مصيبة استعنا بالله تعالى، ولجأنا إليه فتسكن النفس، وإن كان الألم يعتصرها وكما قيل (الضربة التي لا تقتلك تقويك)، فالسعادة في المشاعر الإيجابية.
ثالثًا: أن نضع لنا هدفًا في الحياة نحققه فعندها سنعيش السعادة كل لحظة في حياتنا ونرى العوائق تحديات والمثبطات محفزات وعندها سنذوق طعم السعادة مرتين: الأولى أثناء تحقيق الهدف والثانية عند الإنجاز.
رابعًا: الرياضة بنوعيها (البدني والروحي) أما البدني فلا بد أن يكون لدينا ساعات اسبوعية نمارس فيها الرياضة ولو أن نمشي ربع ساعة يوميًا داخل البيت وأما الرياضة الروحية فمن خلال الصلاة والذكر وقراءة القرآن وهذه من موجبات السعادة وأساسها (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) والطمأنينة أعلى مراتب السعادة.
خامسًا: القراءة فإنها من موجبات السعادة، فهي تنشط العقل وتنمّي المعارف والعلوم وتزيدنا تجارب في الحياة وتقوّي الخيال والثقة بالنفس فليكن لنا في كل شهر كتاب نقرؤه، عندها سنشعر بالسعادة مرتين: الأولى عند انجاز الكتاب والثانية فيما تعلمناه من الكتاب.
سادسًا: جرّب الأشياء الجديدة في حياتك تكن سعيدًا، استكشف مدينة جديدة وتعرّف على أصدقاء جُدد وتذوّق وجبة طعام غريبة وشارك في المناسبات والندوات التي تحدث في بلدك أو عبر النت وإذا شعرت بالملل فسافر أو غيّر الجو أو اكسر روتين حياتك وافتح عقلك لتجارب مثيرة وجرّب أن تدخل مدينة ترفيهية واركب قطار الموت واضحك مع المهرّجين وجرّب أن تطبخ وجبة أو تزرع شجرة أو تغسل الأطباق أو تخيط ملابسك واقضِ وقتك متأملًا في الجبال أو الغيوم والنجوم أو الحيوانات، كل ذلك يدخل في نفسك السرور ويجعلك سعيدًا وقد قيل: (حياة الإنسان كتاب وقليل مَن يقرأ فيه أكثر من صفحة).
سابعًا: تفاعل مع شبكة التواصل الاجتماعي بوعي دون إدمان فافتح لك حسابًا بالتويتر أو الفيس أو الإنستوجرام ونزّل الصور المعبرة وحرك مواهبك وأبرز قدراتك وقدّم قيمة مضافة للناس وضع لك بصمة.
ثامنًا: الصداقة مصدر رئيسي من مصادر السعادة لأنها تحقق التوازن الاجتماعي والعاطفي في نفوسنا فليكن لدينا صديق ورفيق يؤنسنا ويكون سببًا في سعادتنا وإذا كان قد قيل إن الصديق وقت الضيق فكذلك الصديق من يكون معنا وقت الفرح والنجاح والتوفيق.
تاسعًا: صادق نفسك وكن محبًا لذاتك فالناس عادة يبحثون عن الأصدقاء وينسون أنفسهم، ومَن يصادق نفسه يكن محبًا للجلوس مع ذاته فيخلو بها مستمتعًا ومتأملًا ومتدبّرًا في العبادة والقراءة والسياحة والرياضة، بل حتى الأسرار حاول أن تحتفظ بها لنفسك وستكتشف أنك أفضل مَن يفكّر بحل مشاكلك، وأذكر مرة زارني شخص يشتكي من كثرة هروبه من نفسه من خلال السهر مع الأصدقاء وإدمان الهاتف النقال والمشي بالطرقات ليلًا حتى لا يجلس مع نفسه فتحاسبه بأخطائها فقلت له مهما هربت من الناس فإنك لا تستطيع أن تهرب من نفسك وسيأتي اليوم الذي تواجهك نفسك ومهما كانت صداقاتك قوية فان لها حدودًا لا يمكن تجاوزها، أما نفسك فلا حدود للعلاقة معها.. فخير لك أن تصادق نفسك.
هذه تسع أفكار عملية تجعلنا سعداء سعادة دائمًا فنكون ممن قال الله عنهم: (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ) فاللهم اجعلنا منهم.
منقول