تواجه الأم الكثير من المواقف التى تحتاج فيها لمعاقبة طفلها إذا فعل أمرا شائنا أو حتى قد تحتاج لمعاقبة ابنها المراهق إذا لم يحترم سلطاتها وقراراتها، مع الوضع فى الاعتبار أنه أيا كان عمر طفلك فعليك أن تكونى حازمة ولا تسحبى كلامك إذا كنت قد قررت معاقبة الطفل.
وإليك بعض الأفكار والنصائح التى ستساعدك على التفكير فى طرق مختلفة ومناسبة لمعاقبة طفلك فى مراحله العمرية المختلفة:
الطفل حديث الولادة وحتى عامين
إن الطفل فى المرحلة التى تلي ولادته وحتى العامين يكون بطبيعته فضوليا، ولذلك فمن الأفضل أن تقومى فى تلك الفترة بإبعاد بعض الأغراض عن طريقه مثل التليفزيون وبعض المجوهرات الصغيرة وأدوات التنظيف والأدوية. إذا رأيت أن طفلك سيقوم بإمساك غرض قد يعرضه للخطر فعليك أن تمنعيه بأن تقولى له لا أو تقومى بإبعاده من الغرفة أو حتى إلهائه عن طريق أى نشاط آخر. أما إذا قام طفلك بسلوك مثل العض أو الضرب أو إلقاء الطعام فعليك أن توضحى له أن مثل هذا السلوك غير مقبول ثم اجعليه يجلس بمفرده بعد ذلك لمدة دقيقة أو دقيقتين ليهدأ. اعلمى أن الضرب بصفة عامة ليس طريقة مقبولة لمعاقبة طفل فى أى سن مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل حتى عمر العامين بصفة خاصة لن يفهم العلاقة بين ما ارتكبه من خطأ والعقاب الجسدى. على الأم أيضا أن تتأكد من أنها تتصرف بشكل مثالى أمام طفلها، فمثلا لا تطلبى من طفلك أن يقوم بتنظيم ألعابه بينما أنت تتركين أغراضك ملقاة فى أنحاء المنزل.
الطفل من ثلاثة حتى خمسة أعوام
بمجرد أن يبدأ طفلك فى النمو وخاصة فى الفترة ما بين ثلاثة وخمسة أعوام فإنه سيبدأ فى استيعاب العلاقة بين الأفعال والعواقب، ولذلك ففى تلك الفترة عليك أن تعرفى طفلك على قواعد العائلة والمنزل. عليك أيضا أن تخبرى طفلك ماذا تتوقعين منه وكيف يجب أن يتصرف قبل أن تقومى بمعاقبته على تصرف معين. على سبيل المثال، إذا كان طفلك فى الثالثة من عمره وقام لأول مرة بالرسم على حائط غرفة المعيشة مستخدما الألوان فعليك أن تتحدثى معه وتخبريه أن مثل هذا التصرف غير مقبول وأنه إذا فعل هذا الأمر مرة أخرى فإنه سيساعدك فى تنظيف الجدران ولن يستخدم الألوان لبقية اليوم. وبعد بضعة أيام إذا عاد طفلك لاستخدام الألوان على الحائط مرة أخرى قومى بتذكيره أن الألوان تستخدم على الورق فقط وقومى بتطبيق عواقب ما فعل عليه. يجب على كل أم أيضا أن تدرك أهمية الثناء الإيجابى لطفلها. أما إذا كنت ستقومين بمعاقبة طفلك بالجلوس بمفرده، فاختارى مكانا بعيدا عن أى شئ قد يشغله عن التفكير فيما فعله، فمثلا لاتقومى بمعاقبة الطفل بإرساله لغرفته إذا كانت غرفته بها تليفزيون أو كومبيوتر. عليك أيضا أن تخبرى طفلك بالتصرف السليم الذى يجب أن يتبعه ولا تقومى فقط بمعاتبته على تصرفاته الخاطئة.
الطفل من ستة حتى ثمانية أعوام
إذا كان طفلك فى المرحلة ما بين ستة وثمانية أعوام فإن معاقبته تكون نافعة سواء بتركه يجلس بمفرده أو بإخباره بعواقب ما فعله وتطبيق نوع من العقوبة عليه. عليك أن تدركى أنه يجب أن تكونى ثابتة على موقفك ولا تتراحعى عن قرار اتخذتيه بمعاقبة الطفل حتى لا تقللى من سلطتك فى نظره. يجب أيضا ألا تقومى بتهديد الطفل بأنك ستعاقبينه عقوبات خيالية، فمثلا لا تقولى له أنه إذا قام بإغلاق الباب وإلا فإنه لن يشاهد التليفزيون فى حياته مرة أخرى.
الطفل من 9 حتى 12 عاما
الطفل ما بين 9 و12 عاما يبدأ فى الشعور بأنه يريد الاعتماد على نفسه ويريد أن يكون أكثر مسئولية، ولذلك ففى تلك المرحلة يمكنك أن تبدئي فى تعليم طفلك كيفية التعامل مع عواقب الأخطاء التى يرتكبها. فعلى سبيل المثال، إذا لم يقم الطفل بأداء واجبه المدرسى لا تحاولى أن تساعديه لإنهائه بل اتركيه يذهب للمدرسة دون إنهاء الواجب أو الفرض المدرسى ليواجه عواقب ما فعله. وبالتأكيد فإن أى أم ستريد تحمل عواقب أخطاء طفلها ولكن الأفضل للأم أن تترك طفلها يفشل ويتحمل عواقب فشله فى بعض الأحيان
طفل الثالثة عشرة وما فوق
إن الطفل بدءا من سن الثالثة عشرة يكون قد استوعب المطلوب منه وعواقب التصرفات السيئة مع الوضع فى الاعتبار أن ابنك المراهق يحتاج أيضا لنوع من الحدود والقواعد. ويمكنك أن تضعى لطفلك المراهق بعض القواعد المتعلقة بزيارات أصدقائه له وبموعد عودته للمنزل. واعلمى بالتأكيد أن ابنك المراهق سيتذمر من قواعدك ولكنه فى نفس الوقت سيشعر بسلطتك
منقول