بسم الله الرحمن الرحيم( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير) نعم ليس غريبا ما حدث ويحدث بيننا نحن البشر .. غير أن الغريب تلون الوجوه منا وسبا حة الألسنة فينا , دون أن نعير لما قيل أو يقال من قدر وقيمة ومعنى ومسؤولية, ونسينا رقيبا وعتيدا .. وتناسينا حديث المصطفى - عليه صلاة ربي وسلامه- أن المرء يلقي بالكلمة فتهوي به سبعين خريفا في جهنم وهو لا يدري
نحسبها هينة وهي عند الله شيئ عظيم, كما لم نستفد أو قل لم نعبأ بما كان عند السابقين وطوينا تجاربهم وخلناها من الأساطير , وما أعني به هنا لأمرعظيم أو ما يسمى بأمانة الحديث أو السر , [ احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة , ربما انقلب الصديق إلى عدو كان أدرى بالمضرة.....
فليس كل ما يقال يسمع , وليس كل ما يسمع يصدق, وبين الحق والباطل مسافة أربع , تلكم الحياة وأهلها - إلا من رحم ربي- فلا ربيع يدوم ولا خريف بمخفف الهموم , ومن تجاربي القليلة مقارنة بتجارب الذين مضوا أقول كفاك أيها الهلوع الجزوع... ليس اليوم من أمن في بلاد وبين عباد رس خبثهم بأوتاد فليس لهم اليوم من قلوب تحن ولا عقل يزن فقد بيعت في سوق النخاسة منهم الأكباد