عشرة دروس يتعلمها الناس بعد فوات الآوان.
قبل بداية القراءة ربما تساءلت يوما: ما بال الأيام تجري جريها الجنوني هذا؟ أحقا عشت كل
الأعوام التي مرت من الحيز الزمني الذي قدر الله أن أعيشه؟ ربما أحسست يوما مثلي، أن القطار قد مر و أنك جئت متأخرا و ما بقي لك سوى ندب حظك المتعثر.
كلا... كلا يا صاحبي، مازال هناك متسع... مازالت هناك فسحة أمل ، و ما زال هناك في الأفق وميض فأل خير عليك إتباعه.
فلتغتنم الوقت ، و لتحيا ، فالحياة خلقت كي نعيشها... اغتنم وقتك لتحقيق ما تصبو إليه، اغتنم وقتك وجرب مخاطر جديدة، اغتنم وقتك و أحب، ابتسم، اضحك، ابك، تعلم، و سامح. الحياة هذه أقصر مما تبدو لك ولك في كل يوم يأتيك هدية تصطبح عليها : أربع وعشرون ساعة يا أخي ... اغتنمها و لا تقبع سبهللا تعد الدقائق ضائعة أمام ناظريك. لك هنا عشرة دروس يتعلمها الناس بعد فوات الأوان:
1- حياتك هي هذه اللحظة : حياتك لسيت الفترة الزمنية الممتدة ما بين لحظة ميلادك ولحظة مماتك بل الفترة الممتدة ما بين اللحظة الراهنة و نفسك الآتي. الحاضر – المكان و الزمان ، الـ -هُنا و الآن- هو كل حياتك التي بإمكانك إمتلاكها. لذا عليك أن تعب من اللحظة الحالية ، الراهنة و تحياها بأمل و تفاؤل دون هم لما سيأتي أو ندم عما فات. افعل أفضل ما تستطيع مما هو متاح لك في اللحظة هذه.
تذكر دائما قول الصوفية – الصوفي ابن وقته – إذ عليه أن يهتم بما هو واجب عليه في الوقت.
اقرأ: كتاب إيكارت تول : قوة اللحظة الراهنة. (بالإنجليزية) .
2- حياتك قصيرة جدا: هي ذي حياتك و عليك أن تكافح من أجلها، كافح لما تراه حقا، كافح
لأجل ما تعتقده، كافح في سبيل ما يهمك. كافح في سبيل من تحبهم و لا تنسى و لا تتوانى أبدا في إبداء مشاعرك تجاههم ، حتى لا يأتي اليوم الذي تفتقدهم فيه و تندم على عدم فعلك ذاك و بالتالي تؤرقك عقدة الذنب. تأكد أنك الآن محظوظ بامتلاك الفرصة لفعل ذلك...لازالت الفرصة بين يديك.فتوقف لحظة... مكانك الآن يا صاحبي... فكر للحظة ما هو الشيء الذي علي فعله؟ إفعله الآن.... الآن. من يدري...ربما لن يأتيك الغد.
3- تضحيتك اليوم ستثمر لا محالة : عندما يتعلق الأمر بالمجهودات التي ستبذلها في سبيل تحقيق هدف ما ، حلم ما ، الحصول على شهادة ما ، أي أعمال تجارية أو أي مشاريع تنوي القيام بها و التي تتطلب منك وقتا والتزاما – إسأل نفسك : هل أنا مستعد للعيش بضع سنوات من حياتي بطريقة يرفضها الكثير من الناس بحيث أقضي ما تبقى لي من سنوات بطريقة يتمناها اغلب الناس ؟
4- مارس التسويف و ستكون عبدا لأمسك: بدلا من ذلك كن جادا و سابق الزمن و سترى الأمس حليفا لك يسارع في رفع أحمالك. صدقني ،لن أقول لك : لا تترك عمل اليوم للغد، بل أقول : ستكون سعيدا لو بدأت غدك بيومك هذا.
اقرأ: العادات السبع لستيفن كوفي.
5- ليس الفشل إلا درسا نستقيه من واقعنا: لا يأتي الجديد إلا لؤلئك الذين ما زالوا يؤمٌلون رغم اصابتهم بخيبة أمل...الذين ما زالوا يؤمنون رغم أنهم ذاقوا طعم ما يقال له فشل ...الذين ما زالوا يحبون رغم أنهم جُرحوا. لذلك ما عليك أن تأسف أبدا على شيء حدث في حياتك، فذاك لن يغير من الأمر شيئا.اعتبر ما حدث ، أيا كان ما حدث ، على أنه درس ... تقبله و استفد منه بروح مرحة .
6- كن اعز صديق لنفسك :السعادة هي أن تكون راض عن نفسك دون الحاجة لرأي أو موافقة أي شخص آخر..هل حاولت يوما أن تكون صديقا لنفسك؟ سؤال غريب ، أليس كذلك؟.كن صديقا لنفسك إذا، ارض عن نفسك قليلا ، ثق بها... و لا تهتم كثيرا بالآخرين و ما يقولونه... الآخرون لا يفتؤون يتكلمون ، و صدقني لن ينتهوا مادام فيك نفس، و حتى بعد موتك سيتكلمون..حسن علاقتك مع نفسك تتحسن علاقتك مع الآخرين.عليك أن تشعر أو تستشعر الاحترام و أنك إنسان ذو قيمة ، و سيراك الناس بالعين التي ترى بها نفسك.
7- أعمال المرء هي حقيقته: خذوا بأقوالي و لا تأخذوا بأعمالي ، هل سمعت أبدا بمثل هذه المقولة؟ إنه خطأ شائع، فأعمال الشخص هي حقيقته و ليست أقواله. سيقابلك أناس على مدار أيامك المعدودة، و ستسمع منهم كلمات و عبارات حقة في أزمنة حقة، ولكن في نهاية المطاف أعمالهم هي الفيصل ، هي الميزان ... لا تغتر أبدا بحقائقهم القولية بل اتعظ بأغاليطهم الفعلية. وحدها أعمالهم كفيلة بإعطائك صورتهم الحقة.
8- عمل حسن ضئيل لتغير العالم إلى الأفضل: ابتسم في وجه كل من يقابلك خاصة من تراه عابسا ...كن لطيفا... اللطف استثمار لا يخيب... حيثما وجد مخلوق فثمة فرصة للطف...تعلم العطاء حتى و لو بابتسامة، لن يكلفك ذلك جهدا ، ولا مالا ولن تخسر أي شيء... احتسبها صدقة مصداقا للحديث النبوي، و حتى لو لم تستحضر تلك النية فليكن لأنك تشعر بأولئك الذين لا يملكون أي شيء على الإطلاق.
9- وراء كل حياة جميلة يكمن نوع من الألم: تفشل، تسقط، تقوم، تخطأ، تحيا...تتعلم. فأنت عبد مخلوق...لست كاملا، هل يمكنك أن تريني إنسانا كاملا؟ لطالما أوذيت و لكنك حي ترزق. فكر في عظم هذه النعمة ، انك لا زلت حيا، ما يزال أمامك متسع لمد رجليك... مازلت تتنفس، تفكر، تتمتع، وتلاحق أشياء تحبها و ترغب في امتلاكها. قد نمر خلال رحلتنا في هذه الحياة بلحظات حزن و شقاء، ولكن بالمقابل هناك العديد العديد من لحظات الجمال ، فعليك إذا أن تضع رجلا على أخرى و لا تهتم فلست تدري ما سيقابلك عند المنعطف.
10- الأيام و التجارب كفيلة بإزاحة الألم: سأل احدهم جدته يوما عن كيفية التغلب على المحن و الآلام فكان ردها: انظر إلى هذه الدوائر. و رسمت له دائرتين سوداوين ، داخل كل منهما دائرتين صغيرتين حمراوين. وراحت تشرح له: السوداء منها تمثل التجارب التي نمر بها خلال حياتنا الشخصية. دائرتي أكبر من دائرتك لأنني أسن و مررت بتجارب أكثر نسبيا من تجاربك ..أما الدوائر الحمراء الصغيرة فتمثل السلبي من التجارب في الحياة.
لنفترض أننا مررنا بنفس التجربة و الحدث ، أيا كان نوع هذا الحدث. لاحظ أن دوائر الأحداث السلبية ستكون بنفس الحجم أو المساحة لكلينا، ولاحظ أيضا أن هذه الدوائر، السلبية ، تمثل نفس النسبة المئوية من مساحة الدوائر السوداء. الحدث السلبي الخاص بك يظهر لك أكبر حجما لأنه يشغل نسبة كبيرة من إجمالي مساحة تجاربك في الحياة. مرد ذلك إلى انك لا زلت شابا.
لست هنا بصدد التقليل من أهمية هذا الحدث السلبي و لكني ببساطة أريد إعطاء وجهة نظر مختلفة. ما أريدك أن تفهمه الآن، هو أن ما تراه الآن حدثا مؤلما ، مصيبة ، بلية ، مشكلة ليس لها حل ، سوف يكون يوما ما ، جزءا ضئيلا من ماضيك الواسع و ستتأكد انه لم يكن بالأهمية التي أوليتها له و أنه كان أتفه من التفاهة.
مما راق لي