نقلا عن جريدة الخبر ليوم 10-03-2011
انتهت أطوار واحدة من القضايا التي شغلت الرأي العام في بريكة، خاصة لما ميز جلسات المحاكمة فيها من تصرفات غريبة للمتهم الذي أدين أخيرا، في قضية التهرب الضريبي بمبلغ مليارين و900 مليون سنتيم.
حوكم المتهم، وهو شاب في الثلاثينيات من العمر، على أساس أنه كان تاجر جملة في المواد الغذائية، وأنه يملك محلا مع شريكة له ببريكة، ومحلا آخر في ولاية الجلفة. وهو ما يبعث على احتمال أن سجله التجاري كان يستعمل من طرف أشخاص آخرين، خاصة وأن الضريبة بلغت ما بلغته من الضخامة، علما بأن حالته لا توحي بأنه ذو مال. وكانت القضية قد تأجلت أكثـر من مرة بسبب تعيين خبير لتبيان الحالة العقلية للمتهم، خاصة وأنه في جلسات المحاكمة كانت تظهر عليه تصرفات توحي بأنه مصاب بمرض عقلي، فكان يردد أغان بدل الإجابة بجد على أسئلة رئيس الجلسة الذي عمل على أن يأخذ منه كلاما مفيدا، لدرجة أنه ترجاه أن يكون جديا. لكن عبثا حاول ذلك، فالمتهم فضل في المحاكمة الأولى أداء الأغاني من مختلف الطبوع، وكان كلما طرح عليه رئيس الجلسة سؤالا، رد بأغنية تتضمن كلمة موجودة في السؤال، فغنى ''ياعيشة بنتي يانا'' ،''وراهم داروا العراس''، وأغان للشاب خالد، وغيرها. وكان يفضل التوجه للجمهور بدل القاضي. أما في المحاكمة الأخيرة، فقد فضل المتهم أن يلزم الصمت، اللهم إلا خلال إجابته عن سؤال رئيس الجلسة المتعلق بنوعية النشاط الذي كان يستعمل فيه السجل، حيث أخبره بأنه كان يتاجر في ''الروينة''. ولما استفسره القاضي عن ماهية ''الروينة''، راح يشرح مكوناتها وطريقة تحضيرها. وما عدا هذا، فالمتهم لم يرد عن الأسئلة، لدرجة أن الحاضرين تمنوا حتى عودته لأداء الأغاني. واللافت هو الطريقة التي كان يعامله بها رئيس الجلسة، حيث اندهش الحاضرون في القاعة لقوة رزانته وهدوئه، أمام تصرفات المتهم الغريبة. ورغم ذلك، فقد أثبتت الخبرة سلامته، وأن ما يظهر عليه من تيه لا يؤثـر على صحة تعاملاته. وعليه فقد أصدرت المحكمة حكمها بإدانته بالسجن النافذ لمدة 3 سنوات، مع غرامة مالية قدرها 10 ملايين سنتيم، إضافة إلى تسديد مبلغ الضريبة


.