مدخـل

يعتبر المجمع الصناعي "صيدال"من المؤسسات الوطنية التي تأقلمت إلى درجة كبيرة مع التحولات والتطورات التي عرفها المحيط الاقتصادي العالمي والمحلي، وذلك بتبنيها لإستراتيجية الشراكة, التي اعتبرتها وسيلة للنمو والتوسع ورفع الكفاءة الإنتاجية, وجلب تكنولوجية متطورة ومعارف ضرورية, خاصة وأن قطاع الأدوية يعتبر من القطاعات التي تقوم على الدقة وتحتاج إلى تجربة وخبرة عالية, كل هذه الدوافع وغيرها دفعت المجمع إلى البحث عن شركاء أجانب لهم مستوى عالمي, ومكانة رائدة في هذا القطاع .
وتعتبر الشراكة لدى صيدال قرار إستراتيجيا قد تحدث بعض الانعكاسات والآثار على كل الأصعدة, بما فيها الوضع المالي، فإذا علمنا أن صيدال كانت في فترة سابقة تعاني مشاكل مالية معقدة, تعود إلى تراكم الخسائر وضعف الهيكل الإنتاجي وغيرها, يكون من الأولى أن ندرس أثر هذا القرار الإستراتيجي على الوضع المالي بالاعتماد على المؤشرات المالية التي تقيس مدى سلامة هذا الوضع .



المبحث الأول: تقديم المجمع
المطلب الأول: التعريف بمجمع صيدال
1- نشأة المجمع :
تأسست الصيدلة المركزية الجزائرية سنة 1969 بأمر رئاسي يوكل لها مهمة ضمان احتكار الدولة لاستيراد وتصنيع وتسويق المنتجات الصيدلانية الخاصة بالطب البشري, وفي إطار مهمتها الإنتاجية أسست سنة 1971 وحدة الإنتاج بالحراش, وبعد إعادة هيكلة الصيدلة المركزية تم تحويل فرعها الإنتاجي إلى مؤسسة وطنية للإنتاج الصيدلاني بمقتضى المرسوم رقم 161/ 82 الصادرة في أفريل 1982 (1).
تمثلت ممتلكات المؤسسة الوطنية للإنتاج الصيدلاني في حدات الإنتاج بالجزائر العاصمة, ومشروع المضادات الحيوية الذي كان بحوزة الشركة الوطنية للصناعات الكيميائية, وقد بدأت الإجراءات المتعلقة بهذا التحويل سنة 1986، وتم التسليم الرسمي سنة 1988, أما سنة 1989 فقد تم تغيير تسمية المؤسسة الوطنية للصناعة الصيدلانية لتصبح تسمي "بصيدال "، وهي مؤسسة عمومية حكومية ذات استقلالية في التسيير, وذات قانون أساسي جديد (شركة ذات اسهم)، ولكنها بقيت دائما خاضعة لمراقبة صندوق المساهمة بتروكيمياء وصيدلة.
في عام 1993 سمحت التغيرات التي أجريت على قوانين المؤسسة, بمشاركة صيدال في كل عملية صناعية أو تجارية من شأنها خدمة الهدف الاجتماعي, سواء بإنشاء شركات جديدة أو فروع تابعة للمؤسسة, وقد تم أيضا في هذا العام الإصلاح المالي لصيدال, حيث تحملت الدولة جميع ديونها وخسائرها في إطار الإصلاح المالي لمؤسسات القطاع العمومي، أما سنة 1997 فقد انتهجت المؤسسة مخططا لإعادة الهيكلة مما أدى إلى تحويلها إلى مجمع صناعي في 02/02/1998 .
طور المجمع هدفه الاجتماعي إلى عمليات البحث الأساسي, وذلك نظرا لقدراته المعتبرة, وقد أدى هذا التطور للمجمع إلى نمو منتظم خلال العشرية الأخيرة, ويرجع ذلك إلىالتركيز على عنصر الكفاءة في التسيير, ومن ملامح هذا النمو والتطور الملحوظ الذي أحدثه المجمع بلوغ الإنتاج سنة 1999 مستوى قياسي بـ 112 مليون وحدة بيع, كما وصلت المبيعات خلال نفس السنة إلى 4600 مليون دج, وهو ما يمثل عشرة أضعاف ما كان عليه قبل عشر سنوات . هذاوقد أبرم المجمع عدة عقود تصدير مع العراق والسنيغال، كما سمحت الصحة المالية الجيدة للمجمع بدخول بورصة القيم المتقولة بالجزائر سنة 1999 .

بقية رسالة التخرج اضغط الرابط اسفله


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]