ملك الغابة يوشك على الإنقراض في إفريقيالندن: ترصد جماعات الحفاظ على البيئة باستخدام أنظمة تحديد المواقع "جي بي إس"، قطعان الأسود في مناطق السافانا بإفريقيا، حيث تراجعت أعداد تلك الفصيلة بشكل ملحوظ.
وتقول جماعة "العيش مع الأسود،" وهى واحدة من المجموعات البحثية التي تقف وراء مشروع الحفاظ على الأسود: "استخدام أطواق أنظمة تحديد المواقع غيرت جذرياً طرق البحث عن الأسود ما يمكننا من دراسة تحركاتها في أماكن يستحيل متابعتها".
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأخبارية الأمريكية عن تلك الجماعات البيئية قولها إن تعداد الأسود في افريقيا تراجع خلال السنوات الأخيرة من 100 ألف إلى قرابة 30 ألفا فقط.
وتتحمل قبائل الماساي الرعوية جانباً من مسئولية تراجع أعداد الأسود التي تقوم بتسميمها لما تمثله من خطورة علي قطعانها من الماشية.
وفي السابق، استخدم العلماء تقنية "VHF"، التي تبعث اشارات راديو تحدد مواقع الأسود والحيوانات البرية الأخري لمساعدة الباحثين علي فهم أفضل لسلوكيات ومعدل وفيات ونظم تغذية وسلوكيات تلك الحيوانات.
وتطلب الاستعانة بتلك التقنية رصد اشارات تلك الأطواق لتحديد مواقع الحيوانات. وتبيّن أطواق تحديد المواقع الحديثة بدقة مواقع الأسود لحظة بلحظة وتقوم ببعث رسائل نصية إلى خادم مخصص يترجمها إلى رسائل إلكترونية تجمع على خارطة الأقمار الصناعية المفتوحة المصدر التي تقوم بدورها بعرض تحركات قطعان الأسود.
وتعمل تلك الجماعات على توسعة نطاق استخدام أطواق تحديد المواقع التي تم تجهيز عشرة أسود فقط بها، ويجري تطويق عنق الأسد بها كتلك المستخدمة للكلاب الأليفة. وتعيش الأسود البيضاء في عمق الأدغال الأفريقية ضمن جماعات صغيرة لحماية نفسها من الإنقراض عن وجه الأرض.
ولعل هذا السبب هو ما دفع القائمين على حديقة الحياة البرية في مدينة العين الاماراتية لاصطحاب أسدين من افريقيا، وتهيئة بيئة مناسبة لتكاثرهما وبالتالي زيادة عدد هذا النوع من الأسود.
وقال مايك ماوندر، رئيس برنامج رعاية الحيوانات: "الأسود البيضاء، كبعض أصناف الحيوانات الأخري، مهددة بالإنقراض، فبعد أن وصل عددها الي 450 ألف، أصبح الآن لا يتجاوز الـ20 ألف أسد في أفريقيا فقط، وهو ما ينذر بإنقراض هذا الحيوان".
ومن خلال عرض هذا الحيوان أمام الجمهور، يأمل القائمون علي حديقة الحيوانات بالعين في زيادة الوعي بشأن حمايته وحماية غيره من الحيوانات من خطر الإنقراض. ولمساعدة الأسود علي التكيف مع بيئتها الجديدة، تمت الاستعانة بمدربين مختصين.
وقالت بريدجيت تاي، مشرفة علي برنامج رعاية الحيوانات في الحديقة: "أعمل مع الأسود علي مدار الساعة منذ اليوم الأول وأحاول التقرب منها عن طريق مداعبتها واطعامها".
ولعل تزايد الوعي بشأن المخاطر التي تهدد هذه الأسود قد تساعد في عودتها مجددا الي حيث بيئتها الأصلية في أفريقيا.