صادق الكلاب لا الذئاب؟
إذا أنت اليوم تجاهلتني, فغدا سيحل من يستخف بك وينبذك, حينها تعلم أن الذي أوخزتني به من إبر , وما نعتني به من صفات ولفقته لي من إفك وبهتان , كلها مجتمعة حصب من صقر تكوى بها ويحمى عليها جسدك المستنبت من سحت وأن الذي ألصقته بي وعائلتي ستجني زقومه إن آجلا أو عاجلا , وأن ثقتي بك قد قوضت أركانها , وأحدثت بلسانك شرخا لا يجبر .
الا تخشى الله وقد صدقتك الكلام وأشربتك بملعقة فؤادي سري , وتحملت عنك المحن والأحزان
وداريت عنك بصدري العاري كل خبث وتفث طمعا في استقامتك واستفاقتك , لعلك تعود إلى رشدك قبل فوات الأوان , ألم أكن لك اليد التي تبطش بها ؟ والرجل التي تمشي بها ؟ فقيدت وصفدت, ألم أكن عينك التي تبصر بها؟ ففقأتها بإثمد الشك والبهتان؟وأذنك التي تسمع بها وعليها جعلت الوقر والأدران . ألم أكن.....؟.
ولكن في العرف الأعوج أنت محق في هذا الزمان. حسبي الله فيك يا من اتخذتك صاحبا وصديقا يا ثعبان. رميتني لما أتتك الدنيا , ونسيتني لما رن الأصفر يا حمار الوحش يا فاجر
أهذا حق الصاحب على الصاحب؟ أهذا حق الصديق على الصديق؟. لا غرو في ذلك كله..
فأنا الضحية الجاني, وأنت يا سيدي الجاني الضحية... هكذا قالت كفتا الميزان .
لولا غبائي ما كنت ذكيا؟ ولولا وفائي ما كنت ثريا ؟ ولولا صفائي ما ارتقيت عليا ؟
تنكرت لرغيف الشعير ولبس ( القشابية). آه منك أيها الثعلب الماكر وما كان الثعلب يوما بغادر آه منك أيها السم الناقع , ومن السم ما هو دواء نافع.
آه منك يا من اغتصبت من الطيف ألوانه , وما كان للطيف أن ينقر أحشاءه
لما خذلتني وأكلت الشوك بفمي؟ واحتقرتني وقد سقيتك قبل أن أسقي أمي ؟ وسخرت من فقري وقد رفعتك فوق عشيرتي وقومي؟ .
أهكذا يكون جزاء من بات الليالي ساهرا من أجلك تحت فرش من قش ؟
أهكذا يكون جزاء الذي روى ضمأك بعد شدة عطش؟
سحقا ..سحقا لك ولأمثالك
لله أفوض أمري .. لله أفوض أمري .
ابراهيم تايحي