ما ظلمتها ولكن نفسها ظلمت
لما ركبت رأسك وتخليت عن أهلك وأناسك؟
ألم أكن لك أطوع من بنانك وأرهف من إحساسك؟
ألم أكن بك لطيفا وممرضا وأرق من أنفاسك؟
ألم أكن لك للدروب المظلمة نورا ومشكاة ونبراسك؟
ألم أكن لك حصن طهر وطهارة أنقى , ومزيل أنجاسك؟
لما فعلت هذا بنفسك؟ أضاقت بك الدنيا؟ أم أنك تذكرت ماضيا مضى مع الزمن وأنت به لا زلت متشبثة؟ ألم أقيك من أدرانه ؟ ألم أسقيك خالص الود والوفاء؟ ألم تكوني بجانبي حين الركوع والسجود؟
ألم توقظين أحيانا حين أغفو تضرعا وخشية لله رب العالمين؟ ألم يزدك وقارا هذا النبت ؟
لما تغيرت فجأة؟ وكأن الذي كان بيننا مجرد حلم نائم ....
ألم تذكرين حين أغضب أن الله يغضب ؟ ألم تعضدين حين تراكمت علي أثقال وصروف الدهر؟
أنسيت احتضانك إياي حين أهرع إليك كطفل وجل خائف مرتعد ؟
لما فعلت بنفسك هذا يا أمة الله ؟
والآن ألم يأن أن يخشع قلبك وتستغفري ربك ؟.....
ما بقى لي عليك من أمر ؟ وما أنا عليك بمسيطر ؟...
ما كان كان ... ما ظلمتها ولكن نفسها ظلمت....
يحدوني الأمل في ربي أن تعودي لرشدك وتطردي هذا من رأسك ؟ فالذي يبدو لك ما أخاله الا مرديك في هاوية لا قرار لها , عندها تصرخين فلا يسمع لك الا الذي ترضعين والذي هو قادم
أما وإن أنت أبيت وفي هذا المنعرج مشيت وبزيف الوعود آمنت وثقت فليس لي وقتها الا أن أقول
لله الأمر من قبل ومن بعد .
ابراهيم تايحي